كتب: حسن علي طه
قداسة البابا،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أرفع إليكم رسالتي هذه وكل أمل أن تثمر في مبتغاها.
"لبنان رسالة"… عنوان زيارة البابا يوحنا بولس الثاني للبنان عام 1997.
قداسة البابا، إن ما يقوم به بعض القادة السياسيين المسيحيين في لبنان لا يرتكز على الأخلاقيات التي تمثلونها.
تراهم يقفون مع الظالم المعتدي الإسرائيلي ضد بلدهم، غير متعظين مما يحصل في أرض السيد المسيح (ع) من حرب إبادة وحشية، تصل إلى الموت عطشًا وجوعًا.
ومن أجل مكاسب رخيصة، يطلقون على مجرم حرب كالجولاني ـ قاتل المسيحيين وذابح الدروز وجزار العلويين ـ صفة "رفيق".
يا قداسة البابا، الجولاني رفيق ؟
وتراهم أشد الناس عداوة للشيعة الذين حموا مسيحيي سوريا يوم اشتد الوطيس. اسألوا راهبات أديرة معلولا، اسألوهم فهم يعرفون شهداءنا جيدا وبالاسم.
قداسة البابا، ما رفضه سعد رفيق الحريري ( والده رفيق لديه جنسية سعودية) أن يقوم به بطلب سعودي، وكان سببًا في إقصائه عن المشهد السياسي، تصدّى له سمير جعجع، ليكون رأس حربة في مشروع تهجير الشيعة من لبنان. وهو يعلم أن المسيحيين أنفسهم يُهجَّرون منذ الآن.
سمير جعجع، الذي وصفه ميشال عون يومًا بصاحب "الأقدام التهجيرية" حيثما حلّ حل الخراب والتهجير،
اسألوهم يا قداسة البابا: كيف أصبح مسيحيو لبنان لا يشكلون سوى 10% من سكانه؟
ومن أين جاءت ثرواتهم؟ وما الأثمان المدفوعة لذلك؟
قداسة البابا، هناك من يراهن على حسابات خاطئة حتى آخر مسيحي في الشرق، الذي لم يبق منه إلا مسيحيو لبنان أو ما تبقى منهم.
وفي آخر المطاف، صار أمرهم عند "أميرهم" يزيد بن فرحان. تراهم مصطفّين بالدور على الشاشات السعودية، والمحزن أن بطريرك لبنان احدهم وارتضى لنفسه أن يكون أداة للمشروع السعودي في وجه فريق لبناني.
البطريرك، يا قداسة البابا، يفرغ كل غلّه على من حارب إسرائيل، ولم نسمعه يومًا يدعو لمواجهتها أو حتى يدينها. نرى صوره مع العملاء اللحديين، ونسمعه يتألم لأوضاعهم، حاملًا مطالبهم، ناطقًا باسمهم.
لم يعد الموضوع يحتمل شبهات أو تأويلً فيكفي أن تتطلع على مجريات الأمور لتتاكد أن الراعي مع إسرائيل وعملائها، ومع كل من يقف ضد شريحة لبنانية حملت على عاتقها تحرير أرضها.
فهو مع وحشية اسرائيل وسكين الجولاني ومع قتلة الخاشقحي في السفارة.
وآخر المطاف يحاضر بالسيادة.
قداسة البابا، المسيحيون الذين أسسوا ميليشيات عسكرية (قوات، كتائب، أحرار...) خلال الحرب اللبنانية، بعيدًا عن مجازر تل الزعتر والمرفأ والسبت الأسود والذبح على الهوية، فقد حاربوا السوريين في زحلة والأشرفية في حصار ال 100يوم عام,81 ، وختموا حروبهم باقتتال جعجع-حبيقة ثم جعجع-عون.
الشاهد فيما أقول ليس نكأ لجراح الزمن الاسود بل أن لديهم تاريخًا عسكريًا إن لم نقل دمويًا. فلماذا لم نرَ طلقة واحدة ضد إسرائيل؟ ولماذا دائمًا يقفون ضد من يقاتلها؟
قداسة البابا يوم ما كانوا ضد عروبة لبنان. واليوم تراهم يلبسون العقال عندما ركبت الدشداشة العربية قطار التطبيع مع الاسرائيلي.
وللامانة التاريخية فإن من نجا من هذه القاعدة عند المسيحيين أما ملحد شيوعي فرموا عليه الحرم الكنسي لا لالحاده بل لعدائه لاسرائيل.
وأيضا تلامذة الزعيم أنطون سعادة الذي ذهب بعدائه لليهود
فأعدم بصمت ودونما أي استنكر مسيحي
قداسة البابا، لم يعد للصدف مكان أمام هذا التماهي في غض الطرف عن جرائم العدو، وأمام هذه الشراسة في وجه كل من قاومه، ولو كلفت هذه المواقف نزفًا حتى آخر مسيحي.
قداسة البابا اعذر جرأتي وصراحتي ، لأنني أعلم أن لبنان ليس وطنا ولا رسالة ما لم يجمع كل اديانه .
وخالصةالدعاء لكم بدوام الصحة والعافية لما فيه الخير لعيال الله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.